ما بين حياة الزرع وحياة الحصاد – فاطمة عسيري

 

 

بقلم / فاطمة عسيري.

 

منحك الله من بين الآلاف البويضات للحياة،
واختار كيفية خلقتك،وابويك واخوتك وعشيرتك وكل قبيلتك،
واختار لك تاريخ ميلادك ويوم ومكان ولادتك،
كل هذا لا تستطيع تغييره ولا حتى نكرانه لانها معالمك وهويتك،

ثم اخرجك للحياة من بعد البذر من رحم أم،
ليبدأ وتبدأ معك مشروع الزرع لك،
في أرض روحك وتفاصيل حياتك،

في بدايات العمر الصغير قبل الرشد، حولك كل شيء حتى ان المطالب تأتيك دون أن تطلب،
كل العون كان في بداية زرعك حتى اشتداد العود ،
ثم يترك هذا العود فجأة،
ليواجه وحده تقلبات الفصول،
‘مابين الصيف والشتاء،والخريف والربيع’بكل تحولات طقوسها،
يظل الزرع حسب طقس الفصل في ‘حياة او موت’،
وتظل تقلبات الفصول تمر عليك حتى تدرك كيف تزرع أرض روحك وتجمل جوانب أرضك وتحسن اختيارات البذور،
إذا ادركت كيف تنمو البذره من’رعايه واهتمام’ستكبر وتجني الثمر،
ستعرف إذا احطت بنفسك الخبر انك بذرة تبدأ منذ الوعي بك،
وانك على أرض أعدت لأجل زرعك من كل شيء من الأعمال،ولك وحدك الاختيار،
مابين خير وشر،مابين سيئة وحسنه،مابين نعم ولا،مابين أريد ولا اريد،مابين سلبيات وايحابيات،
مابين شيء وشيء ستخير وستختار ما تحصده في حياة الحصاد،

في الوقت الذي تصل فيه للوعي بنفسك والنور فيك،
ستحارب لأجل ان تختار الخير على الشر،والحب على الكره،و الذي أريد على مالا أريد،
ستعي في خياراتك ستختار ما تراه خيرآ لك في أرض الزرع وسماء الحصاد،
ستحاول تقبل الفصول بكل طقوسها،وتتقبل ان الأرض أرضك فقط ولا أحد طويلآ سيظل ممسكآ بمحراثك،

ستظل تحاول دائمآ اصلاح أرضك وبذرها،ستظل ترعى اطرافك،
وتظل ترعى شجرتك الذي يهمك فيهآ افرعها التي تصل للسماء،
ستدرك في الوعي بك كيف أنه بعد الرشد ستكون الخيارات أجمل والا نهاية لها،
وانه يهمك كيف كانت أرض زرعك في حياة الزرع حتى يليق حصادها في حياة الحصاد.

ستظل تشعر كيف بعد الوعي بحياة الزرع كيف يتوهج النور فيك وحولك ومنك وكيف تخرج من خير وتدخل في خير وإلى خير.

فلتظل خياراتك ما ترى إنك تستطيع ارتداد فعلها.