الرسالة الأخيرة .. أخرج منها ياملعون!! _ عيسى القربي

بقلم / عيسى القربي

كنت قد اعتزمت منتصف  ليل الثالث من فبراير الجاري التوقف نهائيا وللابد عن الكتابه…. اليوم أيها القراء أتوقف تماما ونهائيا عن هذه  العادة  اللعينة التي تبتز فينا كل ماهو صادق وجميل.. تجبرنا على أرتكاب الطيش والحماقات الغير محسوبة..

على أي حال أيها الجمع الكريم أود أن أريحكم وأريح نفسي من هذا الإرهاق الذي يعصف بالحياه كلها.. من هذا الألم الطويل الذي تسبب فيه مايسمى بالشخصية العميقه التي تتسبب في إيذاء الآخرين.

وليس بوسعي هذه المره  كما هي عادتي أيها الأخيار الأبرار  أن أعطيكم أي وصفه تكملون بها السير وسط مخاوف الحياه ومعوقاتها.. لو توفرت لي لكنت اختصيت بها ما تبقى من قدراتي العقليه.

إن ما أشعر  به هذه الليالي الطوال أقل من أن يوصف أو أن تفسره  طلاسم العرافات  البشعه.. يمكن ملاحظته على أطراف الحدقه مني.. امر بأسوأ وأخبث مشروع لتدمير المنطقي والنموذجي والسائد .. مشروع  ممنهج لاعادتي الي مربع الغي والطيش والاستيقاظ المفزع .. وصفه سحريه للسباحة في الهواء المظلم ..

مايحدث بإختصار مبسط أنه في كل صباح أرحل دون عوده.. وفي المساء أضيع بين متاح وممكن واخر متناقض.. .. أضرب الأشياء ببعضها.. فلا شمس تشرق.. ولا غروب هادئ.. ولا حياه أبديه.. ولا موت مطلق..

هاقد وصلنا أيها الجمع الكريم إلى مرحلة تناقص الأنفاس.. أبدو لكم حينما تروني إنسانا عاديا وفي راسي أصوات عده تتجاذبني.. تكيل لي قصائد الرعب التي تولى كتابتها شياطين استحظرت أرواحها من أقصى ظلام الجحيم السحيق..

تتحدث بلهجه الموتى وتغني ببشاعه لاتحتمل الأذن سماعها . . اتحمل انا المسؤليه كامله أمام الله والتاريخ من أجل لحظه واحده من النوم فقط.. أعود بها لحياتي الطبيعيه.. كنت دائما وأبدا أتمرد على المنطقيه والنموذجيه واليوم أطلب من الحياه فقط أن أنام بسلام..

أو أن أتوقف وتتوقف معي أطياف الشر التي عصفت بما تبقى لي من أعصاب العقل والصواب.. فتارة تطير فوق راسي.. وتارة أجدها بانتظاري على أفواه السكك وأرصفه الطرقات.. تغيب صباحا.. وتحتفل ليلا وترقص على جثتي.. شياطين لاتعرف الرحمه ولا تؤمن بالخير..

مخلوقه من نار الحقد والكراهية والعنصرية .. تنوي أن تستلني من الحياه إلى  عالم الأموات الأحياء. فشاركوني الأماني أن لا ينجح مشروع هذه الخيالات المرهقه. ومهما قمتم بتأويل هذه الرواية أو تعبير هذه الكوابيس اللعينه  فعبثا تصنعون.

واليوم أحمل لكم تطمينا كبيرا ان أواجه الأمر بعزيمة تتضاءل يوميا.. وأعفيكم أيها القراء من أي إرتباط بي أو انتظار لمقالاتي.. أنتم في حل من ذلك.. وحتما أن أشرقت شمس الطموح على المدى الطويل من جديد ستجدونني بينكم.

الرساله الأخيره.. في الواقع هي  آخر رسائلي بعد عشرون عاماً من الكتابة كي أنعم بالنعاس والراحة ..

اخرج منها ياملعون!!